السراب

عاد من عمله وجدها في إنتظاره في جو هادئ جميل

وكانت في كامل زينتها وفتنتها وجمالها

إقترب منها وقبلها في جبينها

وإبتسامه رائعة تملئ وجهها الفاتن

قالت له تأخرت

قال عذرا ياملاكي لقد كان يوما شاقا

ولكنك لم تغيبي عن عقلي وعيني لحظة واحدة

قالت وإبتسامتها ما زالت تزين وجهها كاذب

قال كنت أراكِ في كل مكان من حولي تشدي من أزري وتبتسمي في وجهي

قالت كاذب

قال وما إن انتهيت أتيت مسرعا حتي أغرق في حبك وأستكين

قالت وهي تقترب منه وتجلس علي الأرض أمامه

وتضع رأسها الجميل علي رجليه

كاذب كاذب كاذب

حتي تقول أكثر وأكثر

قال عندما أخرج من هذا الباب وأذهب إلي عملي

أصبح رجل أخر

مكفهر الوجه حاد الطباع شديد القسوة بلا قلب

وعندما أعود إليكِ

أتحول إلي رجل محب حنون مستكين شديد اللهفة والإشتياق

قالت إذن فأنت رجل بوجهين

قال نعم وجه للبشر جميعا ووجها لك أنتِ وحدك

صمت قليلا ثم أخذ وجهها الجميل بين كفيه

وقال ماذا تفعلين بي عندما أكون بجانبك أنظر لعينيكِ

قالت أعشقك

نهضت وقالت هيا غير ملابسك حتي أجهز لك الطعام

نهض معها وهو ممسك بيديها

ثم رن جرس التنبيه بالهاتف الذي بجواره

فأستيقظ من نومه في هدوء

نظر إلي صورتها التي بجانبه يلقي عليها تحية الصباح

هز رأسه في أسي

وأستعد ليمارس طقوسه الصباحية

حمام دافئ

قدح من القهوة

لفافة تبغ

يرتدي ملابسه

يستعد للذهاب إلي عمله

إلخ

إلخ

إلخ