من يوميات قلم - قلم و... ذكريات

مر وقت غير قليل وأنا في حالة إسترخاء وسأم، وقد تعودت علي الحركة الدائبة وفمي الذي يجري علي الصفحات البيضاء والأفكار المتوالية التي ينزفها دمي الأزرق عليها،لا أدري ماذا أصاب هذا الرجل الذي كان لا يكف عن إستعمالي وإستهلاكي، لقد أصبح ألان شديد الخمول شديد العبوس قليل الكلام،حاولت جاهدا أن أعرف ماذا أصاب هذا الرجل ولكني فشلت، وكأن بنات أفكاره قد أصابها الوهن أو ربما نضبت أفكاره أخيرا، وفي تلك الراحة الإجبارية في سجني الإجباري وأقصد هنا درج مكتبه العتيق رأيت تلك الرسالة المكتوبة بمداد باهت والمنسقة بطريقة رائعة والتي يفوح منها بقايا عطر أنثوي ساحر ظل متعلقا بالرسالة في إستماتة كتعلق ورق الشجر بأغصانه في الخريف، وقد دفعني فضولي لقراءة تلك الرسالة بما أني في هذه الراحة الإجبارية التي طالت علي غير العادة.

 تبدأ الرسالة بكلمة حبيبي نعم أنت حبيبي وستظل حبيبي لا يهمني من رحل ومن هاجر ومن فارق فالأمر سيان فالنتيجة أننا لسنا معا، مازالت اذكر نظرة عينيك التي كانت تحتويني وكلماتك التي كانت تسعدني ولمسة يدك التي كانت تغنيني عن الدنيا، لست أدري حبيبي هل نحن من أضعنا الحب أم أن القدر رفض أن نكون معا، تلك كلماتي الأخيرة إليك نعم أحبك ولن أحب غيرك ولكن هناك أشياء في هذه الدنيا لا نستطيع أن نوقفها أو نتحكم فيها، إنها الأقدار ياحبيبي ولا يسعنا إلا أن نرضي بها، وعندما نجلس بمفردنا نبكي وننتحب ونغوص في داخلنا لعلنا نتذكر ولو قليلا أننا كنا يوما معا.

حسنا هذه هي الرسالة بل هذه هي القصة - قصة الحب والفراق وجهان لعملة واحدة هي العذاب.

لا ادري لماذا يعشق البشر تعذيب أنفسهم بهذا الحب طالما ينتهي دائما بهذا العذاب، غريب أمر هؤلاء البشر وغريب أمر هذا الحب.