من يوميات قلم - قلم و... أرق

تململ في فراشه وتقلب يمينا ويسارا يستجدي نوما قد استعصي عليه - يذكرني بدلال الانثي حين تتعمد الغياب لتشعل نار شوق محبوبها – ولما أعيته تلك المحاولات الفاشلة في ترويض ذاك النوم العاصي جلس علي حافة فراشه وأنار ضوء خافت يشبه ألوان الخريف وتناولني من جانبه ووضع فمي علي الأوراق البيضاء وظل لبرهة من الوقت ينظر إلينا - أنا والأوراق - دون أن يسكب دمي الأزرق علي تلك الأوراق كالمعتاد، ويبدو انه لا يجد شيئا ليكتبه – فتركني ونهض يدور في أرجاء الغرفة الخريفية اللون ثم أدار موسيقي هادئة ناعمة حالمة وأشعل لفافة تبغ ثم نظر لي وتمتم بصوت عاتب لماذا أصبحت كل خواطري وكلماتي ولادة متعثرة ومعاناة دائمة ؟ وجلس مرة أخري علي فراشه لا اسمع منه سوي صمته – أطفئ الإنارة الخريفية والموسيقي الحالمة الناعمة واستلقي علي فراشه في الظلام وعينه تنظر إلي لا شيء – إنها ليلة ارق وليست ليلة نزيف دمي الأزرق ككل ليلة، لم اعتاد من هذا الرجل أن تعانده أفكاره المسترسلة دائما، ولم اعتاد أن اقضي الليل هكذا بدون أن انزف علي الأوراق حتى الصباح – تري هل هو مصاب بالأرق فعلا؟ أم أن زخم أفكاره الكثيرة قد أصابته بهذا الأرق؟ – أم أن الحنين قد أعياه حتى الأرق؟ – أيا ما كان سأترككم الآن مع هذا الصمت المحيط وسأخلد للراحة قليلا وان كنت علي يقين أن هذا الرجل المجنون لن يتركني اهنأ بها.