الخميس، 19 يوليو 2012

مصالحة نفس - عمل مشترك مع مدونة فراولة



استيقظت من نومها في ميعادها المعتاد بعد ليلة لا تدري فيها هل هي ليلة عادية أم ليلة ارق وقلق وحيرة - أحيانا تظن أن حياتها ما هي إلا ليلة حلم طويل تحيي جزء منه في فراشها والجزء الأخر نهاراً وهي مفتوحة العينين ولا تدري متى سوف تستيقظ من هذا الحلم الطويل – لكن الأهم إنها استيقظت في ميعادها - نهضت ونظرت إلي مرآتها وقالت
- صباح الخير يا أنا يوم جديد بلا جديد 
أطالت النظر لذلك الانعكاس الظاهر أمامها تلك الفتاة التي بالمرآة ... تلك العيون التي كانت يوما تحمل بريق الحياة وطموح بلا حدود فتراها اليوم لا تحمل سوى الغضب والندم ... ثم رد عليها ذلك الانعكاس
- صباح جديد بلا جديد
لم يكن هذا صدى لصوتها ... وإنما هو صوت تردد في أعماقها ... ملأ كيانها .... و لم يسمعه أحدا غيرها في الكون ... كان يشبه صوتها   ولكن غابت عنه رنة الانكسار ... ذلك الصوت الأنثوي الرقيق الذي خالجته مسحة من الحزن و الكثير من الغضب – فقالت بجزع
- هل أنتي أنا؟ لما كل هذا الغضب؟
-  ولما كل هذه الدهشة؟ وكأنك تجهلين ماذا حدث؟
-  وماذا حدث؟  وهل ما حدث يدعوكِ إلي كل هذا الغضب؟
شعرت أن هذا الانعكاس قد أدار وجهه عنها وتحولت نظرة الغضب إلي نظرة أخري – ربما تكون عتاب ربما تكون الم - وربما يكون الغضب قد ازداد غضبا.
- قولي لي ماذا حدث ؟
- لا تخسريني ياسيدتي فلن تجدي من كل المحيطين بكِ إلا أنا في نهاية الأمر.
- اخسرك ؟... كم هو غريب هذا القول ... فانا هنا إنسانة بائسة وحيدة لا تملك ما تخسر .
- ونفسك ؟
- لقد خسرتها منذ زمن بعيد
- ربما يكون كلامك صحيحا... ربما يكون خاطئ... ربما هناك فرصة أخيرة لتستعيديها ...
- أنتِ لم تجيبيني بعد ... من أنتِ؟!... وكيف أخسرك؟!... ولما تلك النظرات المُحرقة بعينيك؟!
- حقا ؟! ... ألم تعرفيني حتى ألان؟!... هل حقا ذاكرتك بهذا الضعف ... أم أنكِ تجيدين فن التناسي .
- كنت اعلم من هي تشبهك يوما ما... كانت تدعى أنا...
- وهي أنا أيضا .
- مرحبا ... لم ألقاكِ منذ أمد بعيد... منذ أن فرقوا بيننا ...
- ولما سمحتِ لهم بان يفرقوا بيننا؟
- و ماذا كان عليّ أن افعل؟
- لقد كان بإمكانك أن تفعلي كل شيء وأي شيء... لقد كانت "أنا" ملكك ... بين يديك تتحكمي بها كيفما شئتِ... والآن أنتِ تفقدينها... لماذا؟!... ولمن؟ وهل يستحقون ؟!...
- لا تلوميني أنا يا أنا فليس ذنبي أني علي فطرتي .. ولكن لومي أشباه البشر بل لومي أصحاب الأقنعة.
- لا تلقي اللوم علي احد فأنتي التي تركتيني وحيدة أعاني ما تعانيه وابكي مثلما كنتِ تبكي واسهر الليالي معك - ولما بحثت عن الراحة بحثتِ عنها بعيدا عني .
- وماذا كان عليا أن افعل؟
- فاقد الشئ لا يعطيه يا أنا .. إن لم تفهميني لن تفهمي غيري وان لم تحبيني لن تستطيعي أن تحبي بصدق – لا تهجريني لغيري فالآخرون سيهجرونك لأجلهم.
- لقد هجرني الجميع بالفعل.
- لم تحاولي أن تعرفي يوما ما أحب وما اكره ... ما يحزنني وما يسعدني .. ما الذي اطمح أنا به ...لما لم تحاولي أن تحققي ما أريده حقا؟ تركتيني من أجل أن تمنحي الجميع ما يبغون والآن تركوكِ وحيدة ...
- أنت لم تخبريني يوما بما تريدي
- وأنت لم تفتشي يوما بقلبك؟
- قلبي؟!!!
قالتها وهي تضع يدها فوق قلبها بحركة لا إرادية بوهن شديد
- قلبي الآن مكسور.
- ذلك لأنكِ لم تعتني به – وتركتيه يغرق في الأماني بلا حدود.
- لقد تسببتُ له بالألم.
- ولي أيضا
- اعلم ...
كان صوتها مليء  بحزن وندم حقيقيين
- اشعر بالأسف لما تسببتُ فيه لنا جميعا لكني لا اعلم ماذا افعل؟
- اجعلينا جميعا سعداء
- كيف؟
- كوني لنا لا علينا .. كوني أنتِ فقط .. لا تدعي احد يقف في طريق أحلامك .. ولا تثقي إلا في حدسك وإحساسك .. لا عيب أن نحن أخطأنا لكن العيب أن نستمر في هذا الخطأ .. لا ضرر في التجربة ولكن لابد أن نتعلم منها .. أعيدينا إليكِ فلقد اشتقنا لكي ولتلك الابتسامة التي كانت تطل دائما من ثغرك.
- وهل سأستطيع فعلا أن أعود إليكِ من جديد .. هل سأجدني مرة أخري كما أحب وأريد.
- يجب أن تحاولي من اجلنا
أحست بهدوء نسبي يسري في داخلها .. نظرت الي ذلك الانعكاس الذي أمامها وقد تغيرت نظرة الغضب إلي نظرة امتنان وأمل واطمئنان .. ابتسمت ابتسامة ثقة فقدتها منذ فترة ليست بالقليلة وبدأت تمارس طقوسها اليومية بكل نشاط.
 اشكرك يامنة علي المشاركة دي - بجد كانت تجربة رائعة .. شكرا ليكي

هناك 21 تعليقًا:

Amira Ramadan يقول...

جميلة جداااااا يا أمجد أنا قريتها عند منه بس قولت لازم اعلق هنا برضه
وحسيت ان فعلا واحد بس هو اللى بيكتب مش اتنين
ما شاء الله
دُمت مُبدع:))))

Bent Men ElZman Da !! يقول...

ابدعتم انتم الاتنين بجد
مش حسيت باختلاف فى الاسلوب نهائى وماقدرتش اعرف كل جزء مين اللى كتبه اصلا
وده دليل على امتزاج اقلامكم سويا
لنستمتع احنا بأبداعكم :))
تسلم ايديكم

نيسآان يقول...

الله يعطيكم العافيه...كل سنه وانتم طيبين ...رمضان كريم :)

حنين محمد يقول...

صباح الغاردينيا أمجد
كما ذكرت عند منة مواجهة أنفسنا صعبة وتقبلنا لأخطائنا
والأصعب أن نفقدنا في محاولة للبحث عنا "
؛؛
؛
أبدعتما معا وقدمتم أقلامكم روعة وفكر
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
Reemaas ♥

Menna يقول...

احم احم ... مش عارفة اعلق اقول ايه بس متعودة اعلق كل يوم ومابرح لما مش كتبت حاجة حسيت ان في حاجة ناقصة
مممممممممممم
طب اقول حلوة؟ انا مش متعودة اشكر في حاجة انا شاركت فيها
وحشة؟ طبعا لا هي مش وحشة بالعكس دانت شغلك فيها تحفة وكنت بتفتح قدامي افكار كتير حلوة
مممممممممممممم
بص اولا انا حشكرك لانك سمحتلي اشتغل معاك وتكون اول تجربة كتابة تدوينة مشتركة مع حد معاك و كمان عاوزة اشكرك على الاهداء الحلو اللي انت كاتبه في اخر البوست
و كمان اشكرك لانك سمحتلي يبقى عندي صديق طيب و محترم زيك

سندباد يقول...

متشكر ليكي جدا يااميرة ربنا يخليكي - حقيقي كانت تجربة جميلة جدا ومنة ابدعت في البوست اوي وبجد استفدت منها كتير اوي
متشكر ليكي علي اهتمامك وعلي تعليقك هنا وهنا
نورتيني

سندباد يقول...

الحمدلله ان البوست طلع بالطريقة الجميلة دي وسعيد بردود افعالكم الرائعة دي - صحيح كنا خايفين من التجربة بس بعد تعليقاتكم الرقيقة دي انا فعلا فرحان جدا
تحياتي الخالصة

سندباد يقول...

نيساان
متشكر جدا علي مرورك وتعليقك الراقي - الله اكرم - كل عام والجميع بخير وربنا يتقبل منا صالح الاعمال
تحياتي

سندباد يقول...

فعلا ياريماس التدوين - مواجهة النفس والتحدث والمصالحة معاها امر صعب جدا وفعلا عملنا مجهود كبير انا ومنة علي ما قدرنا نخلص البوست بالطريقة دي - والحمد لله انها عجبتك
تحياتي الخالصة وكل سنة وانتي طيبة
نورتيني

سندباد يقول...

ربنا يخليكي يامنة علي التعليق الرقيق ده - وبجد وبدون مجاملة انا استفدت جدا من افكارك واسلوبك - وعارف ان الموضوع كان صعب جدا ودسم ومحتاج مجهود كبير وتركيز وعارف انك استقطعتي من وقتك كتير عشان تقدري تخلصيه في الوقت القصير ده متشكر ليكي جدا
وانا اللي يزدني شرف ان اسمك يذكر في مدونتي واني اكون صديقك ليكي.
كل سنة وانتي بخير وطيبة وربنا يحققلك كل امنياتك - رمضان كريم
تحياتي الخالصة

faroukfahmy يقول...

اعمالك المنفردة تفوقت على كل المقاييس فما البال اذا اشتركت مع نجمة متألقه ولم يكن هناك نشازا فى تسنين الاسلوب بل توحيدا وتوحد فى الرقى والرؤا المتعمقه
الفاروق

Casper يقول...

متميز دائما يا سندباد
والابداع مش جديد عليك

خالص التقدير لكما
وبالتوفيق دائما

mrmr يقول...

امتيار بمرتبه الشرف
كل سنه وانت طيب
رمضان كريم

Israà A. Youssuf يقول...

الله بجد :)
أصعب حاجة هي إن الواحد يواجه نفسه, بس دي ضرورة لابد منها..

تحياتي لكم انتوا الإتنين :)

سندباد يقول...

استاذ/ فاروق
مجرد المرور بدون تعليق لهو شرف كبير لمدونتي المتواضعة ربنا يخليك علي مرورك وتعليقك الرقيق ده
كل سنة وانت طيب وبخير يا استاذي
ربنا يتقبل منا ومنك صالح الاعمال
تحياتي

سندباد يقول...

كاسبر
متشكر ليك ياسامة ربنا يخليك علي ذوقك ويارب دايما اكون عند حسن ظن الجميع
تحياتي الخالصة
كل عام وانت بخير

سندباد يقول...

مرمر
نورتيني ونورت المدونة ربنا يخليكي علي ذوقك
تحياتي ليكي
وكل سنة وانتي بخير وربنا يتقبل منا ومنك صالح الاعمال

سندباد يقول...

اسراء
متشكر جدا لمرورك ولتعليقك الرقيق ده نورتي مدونتي وكلماتي المتواضعة وشكرا للجميه ولمنة انها سمحتلي نعمل البوست الجميل ده
كل سنة وانتي طيبة

افكار مبعثرة يقول...

راائعة حقا ابدعتم جدا ما شاء الله
كم نحتاج الى هذا الحوار مع النفس لنلملم اوراقنا و نعيد ترتيبها مرة اخرى لنعيد لانفسنا ما فقدناه
تحياتي

العاب النادي يقول...

يعطيك العافية

غير معرف يقول...

حديث مع النفس بلغ درجه الرقي من المشاعر الإنسانيه المدرجه في تا بوت الكتمان داخل إنسان جمع تناقضات الكون ومشاعر البشر المؤمنه وبلغ حد من الشجاعه ليواجه نفسه ويؤمن بحيقيقه أننا في الحياه خلقنا لنعيش بفكرنا ومبادئنا التي نؤمن بها نبنيها ورغم عقبات العقول الجاهله علينا أن نكون حد الحسام في نحورهم تلك هي حياتنا